madeinjeddah

urbanphenomena: design+research

نشر|مجلة عمران|متحف سيارات بورشة

P1030867_resize

متحف سيارات بورشة كما يبدو من الجهة المقابلة لمخرج محطة قطار المترو. و تظهر الكتلة الحديدية البيضاء وكأنها تطفو في الهواء. تصوير: رضــا سجــيني

متحف سيارات بورشة، شتوتغارت، ألمانيا

مكتب ديلوغان مايزل، فيينا، النمسا

 

أصبحت منطقة جنوب ألمانيا، و خاصة مدينتي شتوتغارت و ميونخ مركزا لنوع جديد من المتاحف. فبعد أن عززت مدينة شتوتغارت موقعها كأحد المراكز الأوروبية الهامة للفنون الجميلة الكلاسيكية و المعاصرة عندما إفتتحت الصالة الجديدة بالمتحف الوطني للفنون (شتات غاليري، مكتب المعماري جيمس ستيرلنج مع مايكل ويلفورد، 1984)، أصبحت الآن منشأ مباني و ثقافة متاحف شركات السيارات، التي تستعرض تاريخ و تطور تصنيع السيارات في ألمانيا. و أي مكان أفضل من ألمانيا غدت فيه السيارات جزء مهم من الثقافة الوطنية تصمم لها المتاحف و تقام لها الندوات.

ثقافة المتاحف، ثقافة السيارات

من الطبيعي عندما تنتج ماكينات بالدقة و الجودة العالية كما في ألمانيا بالإضافة أيضا لجمال التصميم الذي لا مثيل له، يكون شعبك فخور بهذا الإنتاج ، و يصبح جزء كبير من الثقافة العامة للبلد متمحور حول صناعة السيارات. فالجميع يتابع آخر الموديلات، ليس فقط الشباب، بل أيضا كبار السن و ربات البيوت، و الجميع أيضا يلم بآخر تطورات الطرق و الإمكانيات المتاحة للإنطلاق بدون قيود لتحديد السرعة و إخضاع الماكينة الألمانية للتجربة العملية الحقيقية (الـ Autobahn). و تسخر دوائر الدولة كل طاقتها لتوفير الخدمات و التجهيزات من أجل السيارة: طرق مصقولة، لوحات إرشادية بتكنولوجيا متقدمة، مباني مواقف السيارات مصممة بجودة المتاحف، محطات بنزين راقية. إضافة إلى ذلك، أصبح جزء كبير من السياحة الوافدة لألمانيا يتعلق بثقافة صناعة السيارات: زيارات تنظم لمعارض السيارات الدورية لمواكبة آخر الموديلات، و رحلات تقام لإستئجار آخر موديلات السيارات و القيام بتجربتها على طرق الأوتوبان المطلقة السرعة بالنسبة للشباب (نسبة كبيرة منهم من الدول الخليجية و العربية)، و رحلات تجوال على طرق الضواحي و الغابات و القيام بزيارة القرى الأوروبية المتعددة بالنسبة للعائلات.

و بما أن السيارات أصبحت جزءاً مهماً من الثقافة الشعبية (popular culture) فإن إنشاء متحف لها يحوز على إهتمام عامة الشعب أكثر من المتاحف الخاصة بالفنون التشكيلية الباروك من القرن السادس عشر أو مسارح الرقصات الكلاسيكية المحسوبة على حقبة ملكية إقطاعية إندثرت في أوروبا منذ زمن. و على ما يبدو فإن صانعي السيارات مقدمون على إقحام “ثقافة السيارات” لتصبح جزء من الإرث الثقافي للحضارات على غرار الشعر و الأدب و الموسيقى و الفنون المسرحية و الفنون الجميلة، و ذلك عن طريق بناء متاحف منمقة بفراغات مميزة مجهزة بأحدث أنواع التكنولوجيا لعرض “التحف” و إظهارها و الذي يجعل من تجربة زيارة المتحف تجربة فريدة من نوعها.

متحف سيارات بورشة هو الثالث الذي يتم إفتتاحه في الثلاث أعوام الفائتة من قبل مصنعي السيارات الألمانية الشهيرة.في عام 2006 تم إفتتاح متحف مرسيدس-بنز في مدينة شتوتغارت من تصميم المكتب الهولندي يو إن ستوديوStudio) (UN بقيادة المعماري بن فان بركل و المعمارية كارولين بوس، و لقي رواجا و تغطية إعلامية كبيرة. بعد ذلك قامت شركة بي إم دبليو بطرح مسابقة لتصميم متحف لسياراتها في ميونخ و تم إفتتاحه العام الماضي. و فاز بالمركز الأول في هذه المسابقة المكتب النمساوي كوپ هيملبلاو (COOP HIMMELB(L)AU) بقيادة المعماريين وولف بريكس و هيلموت شويزينسكي.

و لكن بداية حركة إنشاء المباني لإيواء هذه “التحف” الجديدة كانت على يد الشركة الأعرق و الأكبر لصناعة السيارات في ألمانيا، شركة فولكسفاغن و ذلك في نهاية التسعينات من القرن الماضي. فقد عمدت إلى تحويل مقرها الرئيسيWolfsburg) (Autostadtالكائن في مدينة فولفسبيرغ الصغيرة التي تقع في شمال البلاد (علي بعد ساعة جنوب العاصمة برلين) إلى ما يمكن تسميته قرية سياحية للسيارات (على غرار المنتجعات السياحية). شمل ذلك إعادة تأهيل مصانعها التي تعتبر الأكبر في المانيا، و تطوير الحي الذي تهيمن عليه الشركة و الذي يحتل تقريبا نصف حجم المدينة، و يشمل مستودعات و معارض البيع و مختبرات و مضامير للتجارب. و لإكمال المنظومة قامت ببناء متحف لسياراتها يضم جزء من خط الإنتاج لكي يمكن زوار المتحف من الإطلاع على عملية تصنيع و تركيب السيارات و التعرف علي تاريخ و موديلات سيارات الشركة المختلفة.

.

P1030873_resize

عمارة الهوية التجارية

تهدف كل هذه الأنشطة المعمارية إلى التركيز على ما يسمى عمارة الهوية التجارية، و هو ما تتجه إليه كثير من الشركات العالمية. و مما يميز هذه التصاميم المعمارية هو عدم الإكتفاء بدورالشعار الثنائي الأبعاد و المستخدم في المطبوعات و اللوحات و الملصقات لإبراز هوية الشركة، بل إستخدام المباني أيضا لتأكيد مبادئ و رؤية الشركة و ما تعكسه من ثقافة مهنية و حرفية تنعكس على جودة منتجاتها أو خدماتها. و لا يقتصر إستخدام التصميم المعماري لتأكيد الهوية التجارية على الشركات التي تتعامل مع مهنة تصميم المنتجات (السيارات، المفروشات، الأدوات الصحية، المجوهرات…) بل شمل أيضا شركات الخدمات (الإتصالات، البريد السريع، المصارف…) التي تهتم بتقديم خدماتها للعملاء في مبانٍ و مساحات تعكس توجه الشركة. و مع ذلك يرجع الفضل لبداية هذا التوجه المعماري إلى الشركات المصنعة و خاصة تلك المنتوجات التي تعتبر قطع فنية في حد ذاتها تستوجب الإستعانة بمصممين محترفين لتقديم خبراتهم في إنتاج الأحدث و الأجمل، و كانت و ما زالت رائدة هذا التوجه شركات تصنيع المفروشات و الكراسي، و قد ساعدها ذلك على تقوية القيمة التجارية لماركاتها و دفع قدراتها التسويقية لمنتجاتها. و قد عمدت كثير من الشركات إلى تعيين مكاتب معمارية رائدة لتصميم مبانيها، بعد أن كان إختيار المعماري لتصميم مباني المصانع و المباني المساندة في آخر أولويات الشركات. و من أشهر الأمثلة على ذلك ما قامت به شركة المفروشات السويسرية “فيترا” في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، عندما خصصت جزء من أراضي المصنع لإنشاء مركز حضري لإستخدام السكان و الزوار يحتوي على مباني مختلفة قام بتصميمها مكاتب لمعماريين رواد، أمثال فرانك غيهري و تاداو أندو و زها حديد و ألفارو سيزا. و قد بدأت بمتحف يعرض تصاميم منتجاتها التاريخية قام بتصميمه المعماري الكندي فرانك غيهري. أفتتح هذا المتحف عام 1989، و أصبح مقصدا للزيارة أكثر من من المعروضات الموجودة بداخله. و بهذا التوجه رسخت شركة فيترا فن تصميم منتجات المفروشات كجزء لا يتجزأ من الفنون الوطنية لشعوب العالم، و يكون قد إنتقلت مهنة التصميم من عالم الحرفية إلى عالم الفنون الجميلة التعبيرية المرتبطة بثقافة البلد.

ثقافة أم تسويق؟

يتبادر إلى الذهن مناقشة هذا السؤال البلاغي، لأنه للوهلة الأولى يظهر أن الهدف الرئيسي من كل هذا التوجه هو زيادة مبيعات الشركة و أنه مهما تطورت حرفة التصميم فإن إرتباطها دوما بشركات كبرى تضع نصب أعينها على الأرقام الحسابية و دفاتر الكشوفات آخر السنة يجعلها تقف على مثل تجارية بحتة. و لكن زخم هذا التوجه و تأثيره على الحركة الفنية عامة، و إختفاء الخطوط العريضة بين التخصصات المختلفة أدى إلى إهتمام عارم من قبل الشعوب بهذه الثقافة الجديدة، و أصبحت تقام لجان تحكيمية متعددة لتقييم التصاميم الجديدة على غرار صالونات نقد الفن التشكيلي المعاصر، و أصبحت أيضا تقام المزادات الرسمية لبيع أمثلة و نماذج كلاسيكية من أعمال المصممين الأوائل أمثال مدرسة الباوهاوس و الآرت نوفو.

كما زاد الإهتمام في بناء المتاحف لمختلف المنتجات ، خصوصا تلك التي يصممها مصممون معروفون. و قد نتج عن هذا تنامي الإهتمام بنظم عرض محتويات المتاحف و طرزها و تقنياتها. و قد برزت عدة مكاتب ألمانية متخصصة في هذا المجال منها مكتب أتيليه بروكنر الذي صمم نظم العرض في متحف بي إم دبليو في ميونخ، و أيضا مكتب أيه جي مرتز الذي قام بتصميم نظم العرض بمتحفي مرسيدس-بنز و بورشة في شتوتغارت.

متحف سيارات بورشة

في عام 2004 قامت الشركة بإجراء مسابقة معمارية عالمية، و قد فاز بالمركز الأول المكتب النمساوي ديلوغان-مايزل. ومما يجذب الإنتباه أن جميع المكاتب المعمارية التي صممت مشاريع متاحف شركات السيارات الألمانية مؤخرا هي مكاتب غير ألمانية، و الذي يبدو أنه ميول من تلك الشركات لتصاميم خارقة للمألوف تؤمن تحدي أكبر لما هو متوقع في التصميم و الذي بدوره سيكون عامل أساسي في جذب الزوار.

حي بورشة و الموقع

عندما قمت بزيارة المبنى، كان لدى خياران، فإما الذهاب بالسيارة (لم تكن بورشة) إلى المدخل الرئيسي للمتحف، أو بإستخدام قطار المترو، و قد فضلت الخيار الثاني. و كانت المفاجأة أنني عندما خرجت من محطة المترو و بدون مقدمات وجدت المبنى يحلق فوقي مباشرة، و لأن المبنى أفقي التكوين، لا توجد فرصة لرؤيته عن بعد عند المحطات السابقة. و لقد أعتدنا عند زيارة مثل هذه المباني أن يكون هناك تدرج في حضور المبنى، كأن تكون هناك ساحة عامة أمام المبنى الرئيسي، أو أن تكون هناك حديقة تحتل جزء من الموقع. و لكن يبدو أن وجود الموقع في وسط منطقة مصانع بورشة الرئيسية أدى إلى التعامل مع المبنى الجديد بأسلوب براغماتي صناعي على أنه مبنى يؤدي وظيفة محددة في منظومة الشركة، و كأنه جزء من خط الإنتاج الكلي، و الذي لا يشمل فقط التصنيع، بل أيضا الأبحاث، و التسويق، و الصيانة، و خدمات ما بعد البيع، أو ما يعرف بسلسلة التموين (supply chain) و الذي هو محور أساسي في ريادة شركة بورشة في مجال الهندسة الصناعية.

مبنى أم مشروع فني؟

عند الوصول لأول مرة لا تملك إلا أن تتساءل إن كانت الكتلة البيضاء المصمطة المعلقة في الهواء أمامك جزءاً من مجسم فني ضخم (Art Installation) أم هو عمل من إنتاج الخيال الجامح كالذي يوضع في الحدائق التي تحوي أعمالا فنية و تعتبر متحفاً في الهواء الطلق، (أو ما يعرف بـ “فولي” معماري (Architectural Folly- ، مثل المجسمات المعمارية في حديقة “لا فيليت” في باريس التي قام بتصميمها المعماري السويسري بيرنار شومي في أواخر ثمانينات القرن الماضي. يتبادرإلى ذهنك سؤال: هل هو مبنى للإستخدام الآدمي؟ فالمبنى بحق مدعاة للتأمل. إنه مبنى يقلب تعريفات الفراغات المعمارية رأسا على عقب ليصبح رمزا أو أيقونة أكثر منه مبنى، و بذلك يكون المكتب المعماري قد نجح في تحقيق أحد الأهداف الرئيسية للمبنى كماكان موضحا في وثيقة المسابقة المعمارية.

الهيكل الحديدي المضلع شبه المنحرف مغطى بكساء أبيض ناصع البياض و يطفو فوق ثلاثة دعامات مائلة من الخرسانة تحوي بعضها مسارات الحركة العامودية من سلالم متحركة و درج. و لتضخيم هذا التأثير كسي السطح السفلي للمضلع الأبيض بكساء لامع جدا من معدن الكروم، مكون من ألواح ذات شكل المعين، تجعل المبنى يختفي للمار من تحته. و هذا التأثير “المنطادي” لم يحقق إلا بفضل تصميم إنشائي متطور للهيكل الحديدي و الذي هو أحد أهم مميزات هذا المبنى.

جنة السيارات

يطفو المبنى الرئيسي فوق قاعدة شبه مدفونة في الأرض، مكونة من دور واحد يحوى بهو الإستقبال الرئيسي. من المدخل الرئيسي في الكتلة السفلية ينتقل الزائر إلى منطقة البهو الرئيسي حيث توجد كاونترات مبيعات التذاكر و الإستعلامات و الخدمات الأخرى اللازمة للزوار، و أيضا توجد الكافتيريا و متجر الهدايا التذكارية و المكاتب الإدارية. و مما يميز بهو الإستقبال سقف الفراغ المغطى بألواح زجاجية مثلثة تمكن الزوار من رؤية كتلة المعارض العلوية المعلقة بالأعلى. و الملفت أيضا في الدور الأرضي هو وجود ورشة صيانة للسيارات تمكن الزوار مراقبة أعمال صيانة حقيقية لسيارات الشركة من خلال جدار زجاجي شرق المدخل.

و يتمركز في وسط البهو مجموعة السلالم المتحركة الرئيسية التي تؤدي إلى الكتلة العلوية المعلقة من خلال أنبوب عامودي مائل كسيت أجزاء منه بالزجاج لتسمح برؤية بعض أجزاء المتحف الخارجية، على غرار أنابيب مسارات الحركة العامودية الموجودة في مركز بومبيدو في باريس. الرحلة العامودية الطويلة أشبه بعملية عروج إلى السحاب المجهول (كما يصور في الأفلام عندما يحلم البطل أنه يطير خلال السحب)، ليصل إلى “جنة السيارات الموعودة”، عالم آخر حالم ناصع البياض يحتاج الزائر لبعض الوقت لتعديل مجال الرؤية لعينيه.

يجد الزائر نفسه وسط سحابة بيضاء مرصعة بجواهر ملونة، فجميع أسطح صالات العرض بما فيها الأرضيات و الجدران المائلة و الأسقف مغطاة بنفس اللون الأبيض، طلاء متماسك مصنوع من مادة الريزين (Resin) للجدران، و خليط من معجون صخري متماسك للأرضيات. الفراغات الرئيسية للصالات مكونة في أغلبها من أسطح متصلة و متسلسلة و تنحدر تدريجيا في المستوي عن طريق سلالم بسيطة و منحدرات متصلة لتفرق بين مواضيع العرض و الصالات المختلفة. و في هذا النوع من العمارة المعاصرة دمج لمعالم العمارة التقليدية من جدران و أسقف و أرضيات، و إعادة تكوين في فراغ هلامي يحتوي الزائر من كل الجهات كأنه بداخل كائن حي. و ربما أراد المصممون بذلك إظهار ديناميكية المعروضات و ذلك بتوفير فراغات غير ثابتة، بل في حالة تدفق (flux) مستمر.

أول ما يستقبل الزائر عندما يصل في وسط السحابة المعلقة هو هيكل لأول سيارة قام بتصميمها السيد فيردناند بورشة، مؤسس الشركة، عام 1939. بعد ذلك يأخذك مسار واحد شبه حلزوني يتدرج من المستوى الأسفل إلى المستوى الأعلى عبر الفراغات المختلفة لصالات العرض، المفتوحة على بعضها البعض، و التي ترتبط عن طريق سلسلة من السلالم القصيرة و المنحدرات الضحلة. هذه الصالات التي تبلغ مساحتها 5600 متر مربع، يخصص كل جزء منها لتغطية خاصية من خواص سيارات بورشة، أو لحظات في التاريخ كان لسيارلت بورشة بصمة لا تنسى، و تحوي نحو ثمانين سيارة إضافة إلى معروضات متعددة أخرى. و قد نجح مصممو نظام العرض، مكتب أيه جي ميرتز في توفير أسلوب عرض بسيط و غير معقد يركز على جمال المعروضات نفسها و خاصة كونها في وسط فراغ إنسيابي محايد بألوانه و إضاءته. و تخرج من نفس الجدران في مناطق مختلفة مقاعد للراحة أو درابزينات السلالم مغطاة من نفس المادة و كأنها منحوتة منها.

فرصة غير مستغلة

و خلال تجوالك في الخارج حول المبنى بحثا عن المدخل الرئيسي، لا تلبث أن تلاحظ كيف أن المصمم المعماري فوّت فرصة إستغلال سطح القاعدة السفلية للمبنى ليكون ساحة عامة يمكن الإستفادة منها لإقامات الفعاليات و الأنشطة المفتوحة المختلفة. فالمنطقة مفطاة تحميها كتلة المبنى الرئيسي الموجودة فوقها من المطر و الشمس ، و كان بالإمكان أن تكوِّن مسطحات مناسبة جدا لإلتقاء الزوار، سواءا قبل أو بعد زيارتهم المتحف، أو تناول الوجبات الخفيفة خاصة في فصل الصيف. و بهذا يتم تفعيل دور المتحف كمكان للإلتقاء و ساحة عامة، على غرار مبنى دار الأوبرا في مدينة أوسلو بالنرويج (تصميم مكتب سنوهيتا، عمران-العدد 27، أغسطس 2009)، خاصة أن المبنى يقع في منطقة صناعية بحتة لا يوجد في شوارعها و طرقاتها نشاط إنساني ملموس. و الفرصة الأكبر غيرالمستغلة هو الدور الحضري الذي كان من الممكن للمبنى الجديد أن يقوم به، ليكون نواة للنشاط المجتمعي (العاملين بالمصانع و المستخدمين) بالمنطقة. و مع ذلك، ركزت الشركة إضافة إلى صالات العرض الرئيسية بالمتحف على توفير صالات لإقامة الندوات و المؤتمرات في الدور العلوي و ذلك لتنشيط حركة الفعاليات في المنطقة و زيادة عدد الزوار إليها.

مزار السيارات

بتصميمه الخارجي المثير و فراغاته الداخلية المتشابكة و محتوياته من السيارات الثمينة، أصبح هذا المبنى مزارا و مقصدا للمغرمين بالسيارات، يقطعون “الفيافي” للوصول إليه و إرضاء شغفهم بالآلة “المحرك”، كما أصبح أيضا أحد أهم المعالم المعمارية الحديثة في مدينة شتوتغارت العريقة (قلب الصناعة في جنوب ألمانيا) يجذب إليه أيضا هواة فن العمارة و الشغوفين بها.

 

نشر هذا المقال في  مجلة عمران، العدد 28، نوفمبر 2009، ص 62-69

بقلم م. رضــا سعود سجــيني

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

Information

This entry was posted on November 9, 2009 by in Research, Social Media and tagged , , , , , .
%d bloggers like this: