Jeddah Architectural Guide | MQ/02

مسجد الجزيرة هو أحد 9 مساجد تم بناؤها في مدينة جدة من تصميم المعماري عبد الواحد الوكيل في الفترة ما بين الأعوام 1981 إلى 1989. وتمتاز مدينة جدة بكونها المدينة التي تحتضن أكبر عدد من أعمال المعماري القدير والذي نال جائزة الأغاخان للعمارة مرتين، الأولى عام 1980 والثانية عام 1989. وكما هو معروف فإن معظم أعمال الوكيل تعتمد على استخدام مفردات تقليدية وتاريخية مستوحاة من التراث المعماري في العالم الإسلامي.

وتبلغ مساحة مسجد الجزيرة حوالي 400 متر مربع (منطقة المصلى) ويتميز بموقعه الفريد وهو عبارة عن شبه جزيرة صغيرة تبلغ مساحتها 2500 متر مربع تقريبا تقع على كورنيش جدة الشمالي. وقد قامت بتمويل بناء المسجد وزارة الحج والأوقاف -بالتعاون مع أمانة مدينة جدة.

المسجد مكون من حيز فراغي واحد مستطيل تعلوه قبة رئيسية بقطر ٦ أمتار تقريبا تقع فوق المحراب مباشرة. وتستند القبة الى جانب جدار القبلة على ثلاثة قناطر بعرض ثلاثة أمتار والتي تكون العصب الإنشائي للمسجد. وترتكز هذه القناطر على الجدران والاقواس المركزية، بينما ترتكز القبة على اسطوانة مخرمة وثمانية أضلاع ترتكز بدورها على اربعة عقود زوايا (squinches).

وفي مقابل حائط القبلة، يوجد قوس كبير يفتح على فناء محاط بممر ذي أقواس وأقبية، والذي يوفر إطلالة خلابة على البحر المفتوح. أما المئذنة فقد شُيدت في الزاوية الشمالية الواقعة بين مصلى الجامع والفناء، وتم إنشاء مدخل أساسي أسفلها يؤدي إلى الباحة.

ا

ويروي المعماري عبد الواحد الوكيل في مقاله بمجلة معمار العدد 19 قصة اختيار موقع المسجد على كورنيش جدة الشمالي من قبل المهندس محمد سعيد فارسي – رحمه الله- أمين مدينة جدة في ذلك الحين والنقاش الذي دار بينهم وكيف تطورت الفكرة الأولية من مجسم جمالي والتي كانت رغبة الأمين الأساسية إلى فكرة بناء مسجد في منطقة تعتبر غير مأهولة بالسكان والاستقرار على فكرة التعامل مع المسجد كمجسم أو منحوتة جمالية على نسق المجسمات الجمالية التي كانت قد بدأت تظهر على امتداد كورنيش مدينة جدة منذ مطلع الثمانينيات الميلادية والتي كانت أحد أهم البرامج التي أطلقها المهندس محمد سعيد فارسي لتجميل المناطق المفتوحة والميادين العامة بمدينة جدة.

وكما في باقي مساجد الوكيل، المسجد مبني بدون استخدام الخرسانة المسلحة وإنما بإستخدام الجدران الحاملة باستخدام البلوك (الطوب) الأحمر والتي بدورها تحمل القبة المشيدة بأساليب البناء التقليدية (من دون قوالب أو شدات)، وكذلك ينطبق ذلك على القناطر والأقواس التي ترتكز عليها القبة والرواق الخارجي المطل على البحر.

وعند تشييده كان يُعامل المسجد بأكمله كأنه مجسم جمالي أو جناح قائم بحد ذاته مفتوح للعناصر الطبيعية وليس به نوافذ أو أبواب محكمة تحمي من عوامل الطقس وتفصل الخارج عن الداخل.

يذكر أنه تمت إضافة ملحق دور واحد شمال المئذنة يحتوي على دورات للمياه مع مواضئ للمسجد، كما أن المنطقة المحيطة تم إعادة تأهيلها وتطويرها ضمن مشروع تصميم وإعادة تأهيل كورنيش جدة الشمالي والذي صار يعرف بواجهة جدة البحرية.

Drawings & photography by urbanphenomena ©

:المصادر

1. مجلة البناء – السنة السادسة – العدد 34 ( رجب- شعبان 1407هـ – أبريل/ مايو 1987م) ا
2. Al-Asad, Mohammad. (1992). The Mosques of Abdel Wahed El-Wakil. In Mimar 42: Architecture in Development, edited by Hasan-Uddin Khan. London: Concept Media Ltd.
3. El-Wakil, Abdel Wahed. (1986). An Island Mosque in Jeddah. In Mimar 19: Architecture in Development, edited by Hasan-Uddin Khan. London: Concept Media Ltd.
4. Holod, Renata, Hasan-Uddin Khan, and Kimberly Mims. (1997). The Contemporary Mosque: Architects, Clients, and Designs since the 1950s. New York: Rizzoli.
5. Profile: El-Wakil. (1981). In Mimar 1: Architecture in Development, edited by Hasan-Uddin Khan. Singapore: Concept Media Ltd.